محمد ولد أحمد يورة وُلد عام 1845 في منطقة إگيدي جنوب موريتانيا، وتوفي عام 1925 عن عمر يناهز 80 عامًا. ينحدر من أسرة "أهل العاقل" المعروفة في منطقة الترارزة، وهي أسرة مشهورة بالعلم والأدب. والدته هي منانة منت والد، وكان ينتمي إلى قبيلة "أهل المختار أگد عثمان". عاش في بيئة ثرية بالعلم والأدب، مما ساعده على الظهور كواحد من أبرز العلماء والشعراء في عصره.
تلقى محمد ولد أحمد يورة تعليمه المبكر في القرآن الكريم والفقه واللغة على يد أعمامه وعلماء عصره، مثل محمذن ولد بوبكر. نشأ في بيئة علمية وثقافية غنية، مما أهله لأن يصبح عالمًا وفقيهًا وشاعرًا مرموقًا. كان له حضور قوي في مجتمعه، حيث ارتبط بعلاقات وثيقة مع أمراء الترارزة، خاصة في مدينة المذرذرة، حيث عاصر ثمانية أمراء منهم الأمير محمد لحبيب. سافر إلى السنغال لغرض التجارة وأقام في مدينة أندر، حيث كوّن علاقات مع الجالية السورية واللبنانية هناك، مما وسّع من آفاقه الثقافية والاجتماعية.
اشتهر محمد ولد أحمد يورة بشعره الفصيح والشعبي، بالإضافة إلى نمط شعري فريد يسمى "أزريكة"، وهو مزيج بين اللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية مثل الحسانية والولفية. تميز شعره بسهولة اللفظ وجمالية الأسلوب، مما جعله محبوبًا ومتداولًا بين الناس. تناول في شعره موضوعات متنوعة مثل المدح والرثاء والغزل. له ديوان شعري مطبوع يحتوي على شعره الفصيح، بالإضافة إلى ديوان آخر للشعر الشعبي. قام الباحثون بتحقيق أعماله ونشرها، مما ساهم في الحفاظ على إرثه الأدبي.
من أبرز مؤلفاته: "إخبار الأحبار بأخبار الآبار"، وهو كتاب يتناول موضوعات تاريخية وعلمية، و"فرحة الصبي وتحفة الغبي"، وهي مجموعة من الأنظام (قصائد) في الفقه واللغة والتفسير، بالإضافة إلى ديوان شعري يجمع بين الشعر الفصيح والشعبي، ويعكس تنوع موهبته الأدبية.
من بين تلاميذه ابنه أحمد لاباب ولد أحمد يوره، وأبناء عمه سيدي ولد مختار ومحمذ ولد محمد فال، الذين ساهموا في نقل علمه وأدبه إلى الأجيال اللاحقة.
محمد ولد أحمد يورة كان شخصية متعددة المواهب، جمع بين العلم والأدب، وترك إرثًا ثقافيًا غنيًا لا يزال يُذكر حتى اليوم. كان عالمًا وفقيهًا وشاعرًا، تميز بشعره السلس والمؤثر، مما جعله أحد أبرز الأسماء في تاريخ موريتانيا الثقافي.
